فصل: (باب الهاء والألف وما يثلثهما)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***


الجُزْءُ السادس

كتاب الهاء

‏(‏باب الهاء وما بعدها في المضاعف والمطابق‏)‏

‏(‏هو‏)‏

الهاء والواو ليست من شرط اللغة، وهي من العربية، والأصل هاء ضُمّت إليه واوٌ‏.‏ من العرب من يثقِّلها فيقول‏:‏ هُوَّ‏.‏ ومنهم مَن يقول هُوْ‏.‏

‏(‏هي‏)‏

الهاء والياء، والهاء والهمزة يجريان مَجرى ما قبلهما‏.‏ على أنَّهُم يقولون‏:‏ ما أدري أيّ هَيِّ بنِ بيٍّ هو‏.‏ معناه أيُّ الناس هو‏.‏ وهذا عندنا مما دَرَج عِلمُه‏.‏ وكذلك قولهم‏:‏ ‏"‏لو كان ذاك في الهَِيئ والجَِيء ما نَفَعَه‏"‏، والهَِيْء‏:‏ الطّعام‏.‏ والجَِيْء‏:‏ الشَّراب، واللفظتان لا تدلاّن على هذا التفسير‏.‏ ويقولون‏:‏ هَأْهَأْتُ بالإبل، إذا دعوتَها للعَلَف‏.‏ وهذا خلافُ الأول‏.‏ وأنشدوا‏:‏

وما كانَ على الهَِيْء *** ولا الجَِيءِ امتداحيكا

والهاء، هذا الحرف وها تنبيهٌ‏.‏ ومن شأنهم إذا أرادوا تعظيم شيء أنْ يُكثِرُوا فيه من التَّنبيه والإشارة‏.‏ وفي كتاب الله‏:‏ ‏{‏هَا أنْتُمْ هَؤُلاَءِ‏}‏ ‏[‏آل عمران 66‏]‏، ثم قال الشاعر‏:‏

ها إنّ تا عِذْرَةٌ إلاَّ تكُنْ نفعَتْ *** فإنّ صاحِبَها قد تاهَ في البَلَدِ

ويقولون في اليمين‏:‏ لا هَا اللهِ‏.‏ ويقولون‏:‏ إن هاءَ تكون تلبية‏.‏ قال‏:‏

لا بَلْ يُجيبُكَ حينَ تدعُو باسمِهِ *** فيَقول هاءَ وطالَ ما لبَّى

هاءَ يهُوءُ الرّجُل هَوْءاً‏.‏ والهَوْء‏:‏ الهِمَّة‏.‏ قال الكِسائي‏:‏ يا هَيْءَ مالِي، تأسُّفٌ‏.‏

‏(‏هب‏)‏

الهاء والباء مُعظَمُ بابِه الانتباه والاهتِزازُ والحركة، وربما دلَّ على رِقَّةِ شيء‏.‏

الأوَّل هبَّت الريح تَهُبُّ هُبوباً‏.‏ وهَبّ النائم يَهُبُّ هَبَّاً‏.‏ ومِن أين هببتَ يا فلان، كأنّه قال‏:‏ من أين جئت، من أين انتبهت لنا‏.‏ وحُكِي عن يونُس‏:‏ غابَ فلانٌ ثم هبّ‏.‏ ويقولون‏:‏ هبَّ يفعلُ كذا، كما يقال‏:‏ طَفِق يفعل‏.‏ وهزَزْتُ السَّيف فهبّ هبّة‏.‏ وهَبَّته‏:‏ هِزَّته ومَضاؤه في ضريبته‏.‏ وسيفٌ ذو هَبَّة‏.‏ وهبَّ البعيرُ في السَّير‏:‏ نَشِط، هِباباً‏.‏ قال لبيد‏:‏

فلها هِبَابٌ في الزِّمام كأنّها *** صهباءُ راحَ مع الجنوبِ جَهامُها

وهبَّ التَّيس للسِّفاد هَبِيباً، واهتبَّ، وهو مِهْبابٌ‏.‏ وهَبْهَبْتُ به‏:‏ دعوتُه ليَنْزُوَ‏.‏ ويقال الهَبهَبِيُّ‏:‏ الرَّاعي؛ والفَتى السَّريعُ في الخدمة هَبهبيّ‏.‏ ويقولون‏:‏ عِشْنا بذاك هَِبَّة من الدَّهر، أي سَنَةً وَوَقْتاً هَبَّ لنا‏.‏

والباب الآخر تهبَّبَ الثوبُ‏:‏ بَلِيَ‏.‏ ويقال لقِطَع الثَّوب‏:‏ هِبَبٌ‏.‏ وهَبْهَبَ السَّرابُ‏:‏ تَرَقرَق‏.‏ والهَبْهَاب‏:‏ السَّراب‏.‏ وما أقرَبَ هذا من الأوّل‏.‏ وممّا يُشكِل عندي معناه قولُهم‏:‏ هَبْهُ فعلَ كذا، وهَبْني فَعَلْته، وظننتُ أنَّ هذا من باب وهب لأنَّ اللفظة على هذا تدلّ، وهو على ذلك مُشكِل‏.‏ ويقولون للخيل‏:‏ هَبِي، أي أَقبِلِي‏.‏ وهذه حكايةُ صوت‏.‏

‏(‏هت‏)‏

الهاء والتاء يدلُّ على حكايةِ صوت، ليست فيه لغةٌ أصليّة‏.‏ يقال‏:‏ هَتَّ البَكْرُ في صوته‏:‏ عَصَر صوته‏.‏ وهَتَتُّ الكلمة‏.‏ والهَتِيت‏:‏ متابَعةٌ ومداركة‏.‏ يقال‏:‏ هَتَّ هَتّاً وهتيتاً‏.‏ ويقولون‏:‏ رجلٌ مِهَتٌّ‏:‏ خفيف في العَمَل‏.‏ والهَتْهَتةُ‏:‏ التواءُ الكلام‏.‏ والهَتُّ‏:‏ تمزيقُ الثَّوْب‏.‏ والهَتُّ‏:‏ الكَسْر‏.‏ ويقولون‏:‏ سَمِعتُ هَتَّ قوائمِ البعير عند وقعها بالأرض‏.‏ والأصل في ذلك كلِّه واحد، ولولا أنَّ العلماء ذكروه لما رأيتُ لذكرِهِ وجهاً‏.‏

‏(‏هث‏)‏

الهاء والثاء قريبٌ من الذي قبلَه، ومعظمه الاختلاط‏.‏ *يقولون‏:‏ الهثْهثَة‏:‏ الاختلاط‏.‏ وهَثْهَثَتِ السّحابةُ بثَلْجِها وقَطْرها‏:‏ أرسلَتْه بسرعة‏:‏ وهَثْهَثَ الوالي‏:‏ ظَلَم قال‏:‏

* وَهَثْهَثُوا فكثُرَ الهَثْهَاثُ *

‏(‏هج‏)‏

الهاء والجيم‏:‏ أصلٌ صحيح يدلُّ على غُموضٍ في شيءٍ واختلاط، ومنه ما يدلُّ على حكايةِ صوت‏.‏

فالأوّل قولهم‏:‏ هَجَّتْ عينُه‏:‏ غارت‏.‏ وهو من باب الغُموض‏.‏ والهَجَاجة‏:‏ الأحمق الذي لا يَهتدِي للأمور، فكأنها قد عُمِّيت عليه‏.‏ وقال ابنُ الأعرابيّ وغيره‏:‏ ركِب فلانٌ هَجَاجِ، على فَعالِ، إذا ركب العَمياء المُظلِمة‏.‏ وأنشد‏:‏

* وقد رَكِبوا على لَومِي هَجَاجِ *

والهَجِيج‏:‏ الوادي العَمِيقُ؛ وهو من الغموض أيضاً‏.‏

والباب الآخَر قولهم‏:‏ هَجْهَجْتُ بالسَّبع‏:‏ صحتُ به‏.‏ وهَجْهَجَ الفحلُ في هديره‏.‏ وهَجٍْ‏:‏ زجْرٌ للكلب‏.‏ قال‏:‏

سَفَرَتْ فقلت لها هَجٍِ فتبرقَعَتْ *** فذَكَرتُ حين تبرقَعَت ضَبّارا

وضَبَّار‏:‏ كَلْب‏.‏ وهَجِيجُ النَّار‏:‏ أجِيجُها‏.‏ فأمَّا قولهم‏:‏ ماء هُجَهِجٌ‏.‏ لا عذب ولا ملح، فمن الإبدال، وقد ذكر في الهاء والزّاء‏.‏

‏(‏هد‏)‏

الهاء والدال‏:‏ أصلٌ صحيح يدلُّ على كَسْر وهَضْم وهدم‏.‏ وهَدَدْتُهُ هَدَّاً‏:‏ هَدَمتُه‏.‏ ويرجع الباب كلُّه إلى هذا القياس‏.‏ فالهَدُّ من الرِّجال‏:‏ الضَّعيف، كأنَّه هُدَّ‏.‏ ورجال هَدُّونَ‏.‏ وقد خُولف الأصمعيّ فخبّرني عليُّ بن إبراهيم القطّان، عن ثعلبٍ عن ابن الأعرابي، وعن عمرو بن أبي عمرٍو عن أبيه قالا‏:‏ الهَدُّ من الرِّجال‏:‏ الجواد الكريم، والجِبانُ هِدٌّ بالكسر‏.‏ وأنشدوا‏:‏

ليسوا بِهَدِّينَ في الحروب إذا *** تُعقدُ فوق الحَراقِفِ النُّطُقُ

فإن كان كذا فالجبان هِدٌّ، أي مهدود، كذِبْحٍ للمذبوح‏.‏ والهَدّ‏:‏ الكريم الهادُّ لِمالِه‏.‏

ومما يجري مجرى الأصوات الهَدَّة‏:‏ صوتُ وقع الحائط‏.‏ والهُدْهُد معروف‏.‏ وهَدْهَدَ الحمامُ‏:‏ صَوَّت‏.‏ وهَدْهَدَت المرأةُ ابنَها‏:‏ حَرَّكَتْه لينام‏.‏

ومما شذَّ عن الباب ولا أعرِفُ لـه قياساً، قولُهم‏:‏ مررتُ برجلٍ هَدَّكَ مِن رجُل، كقولهم‏:‏ حسبُك من رجلٍ‏.‏ وهي كلمةٌ كذا تقال‏.‏ قال‏:‏

ولي صاحبٌ في الغار هَدَّكَ صاحباً *** هو الجَوْنُ إلاّ أنّه لا يعلَّل

‏(‏هذ‏)‏

الهاء والذال‏:‏ أصيل يدلُّ على قَطْع‏.‏ وهَذَّه‏:‏ قَطَعه‏.‏ وسكِّينٌ هَذُوذ‏.‏ وهَذَاذَيْكَ من الهَذِّ‏:‏ سُرعة القَطع، كأنّه يقول‏:‏ أحكِم الأمرَ واقطَعْه‏.‏

‏(‏هر‏)‏

الهاء والراء‏:‏ أُصَيلٌ صحيح يدلُّ على صوتٍ من الأصوات، ويقاس عليه‏.‏ يقولون‏:‏ الهِرُّ‏:‏ دُعاء الغنم‏.‏ وذلك قولهم‏:‏ ‏"‏لا يعرِف هِرّاً من بِرٍّ‏"‏‏.‏ والبِرُّ‏:‏ سَوْقُ الغَنَم‏.‏ والهِرَّة‏:‏ السِّنَّوْرة، وكأنَّها سمِّيت لصوتها إذا هَرَّت‏.‏ ‏[‏وهَرَّ الشَّوْك، إذا اشتَدَّ يُبْسُه، وله حينئذ هريرٌ‏]‏ وزَجَل‏.‏ قال‏:‏

رَعَيْنَ الشبْرِقَ الرَّيَّانَ حَتَّى *** إذا ما هَرّ وامتنَعَ المَذَاقا

قال‏:‏ والهُرْهُور‏:‏ الماء الكثير الذي إذا جَرَى سمِعتَ له هَرْهَرَة‏.‏ ويقولون‏:‏ هَرَّ فلانٌ الكأس‏:‏ كرِهَها‏.‏ ولعلّه أن يكون قِيل ذاك لأنَّه يَهِرُّ في وجهِ مَن يسقيه‏.‏

ومما ليس من الباب الهُرَار‏:‏ داءٌ يأخذ الإبل، ناقة مهرورة‏.‏ ورأسُ هِرّ‏:‏ مكان‏.‏

‏(‏هز‏)‏

الهاء والزاء‏:‏ أصلٌ يدلُّ على اضطرابٍ في شيء وحركة‏.‏ وهَزَزْت القناةَ فاهتزَّتْ‏.‏ واهتَزَّ النَّباتُ، وهزَّتْه الرِّيح‏.‏ وهزَّ الحادي الإبلَ بحُدائِهِ واهتزَّتْ هي في سيرها‏.‏ وهَزيزُ الرِّيح‏:‏ حرَكتُها وصوتُها‏.‏

ومن الباب الهَزَاهِزُ‏:‏ الفِتَنُ يَهْتَزُّ فيها النّاس‏.‏ وسيفٌ هَزهازٌ وهُزْهُزٌ‏:‏ صافٍ حسنُ الاهتزاز‏.‏ وماء هُزَهِزٌ‏:‏ اهتزَّ في جَرَيانه‏.‏ والكوكب في انقضاضه يهتَزُّ‏.‏ والهُزَهِزُ‏:‏ الرّجُل الخفيف، والقياسُ في كلِّ ذلك واحد‏.‏

‏(‏هس‏)‏

الهاء والسين‏:‏ أُصَيلٌ يدلُّ على أصواتٍ واختلاط، كالهَسِيس‏.‏ وهَسَاهِسُ الجنِّ مثل هَثَاهِثِهِم‏.‏ وقولهم‏:‏ راعٍ هَسْهاسٌ، من باب الإبدال، مثل قَسْقاس، إذا رَعى الغَنمَ اللَّيلَ كلَّه‏.‏

‏(‏هش‏)‏

الهاء والشين‏:‏ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على رَخاوةٍ ولين‏.‏ والرِّخْو اللَّيِّن هَشٌّ‏.‏ ومنهُ *رجل هشٌّ‏:‏ طَلْق المُحيَّا، وقد هَشِشتَ، وذُو هَشَاش‏.‏ والفرس الهَشُّ‏:‏ الكثير العَرَق‏.‏ وشَاةٌ هَشُوشٌ‏:‏ ثَرَّةٌ‏.‏

ومن الباب هَشَشْتُ الورقَ هشّاً‏:‏ خبطتُه بعَصاً‏.‏

‏(‏هص‏)‏

الهاء والصاد كلمةٌ تدلُّ على غَمْز الشَّيء‏.‏ يقولون للذِّئب‏:‏ هُصْهُص‏.‏ وهَصْهَصْتُ الشيءَ‏:‏ غَمَزته‏.‏ ويقولون، وما أدري كيف هو‏:‏ إنَّ الهاصَّةَ‏:‏ عَينُ الفِيل، وهو عندي مما يُسمَع‏.‏

‏(‏هض‏)‏

الهاء والضاد كلمةٌ تدلُّ على رَضٍّ أو أكثرَ منه‏.‏ وهَضَضْتُ الشَّيءَ وهَضْهَضْتُه‏:‏ كَسَرْته‏.‏ والهَضْهاض‏:‏ الفحل الذي يهضُّ أعناق الفَحُول‏.‏ ويمكن أن يكون الهَضَّاء‏:‏ الجماعةُ من الناس من هذا‏.‏

‏(‏هف‏)‏

الهاء والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على خِفَّةٍ وسُرعةٍ في سَير وصَوت‏.‏ فالهَفيف‏:‏ سُرْعة السَّير‏.‏ قال ذو الرُّمة‏:‏

إذا ما نَعَسْنا نَعْسَةً قلتُ غَنِّنا *** بخرقاءَ وارفَعْ من هَفِيف الرّواحِلِ

ومنه الرِّيحُ الهَفَّافة‏:‏ الخفيفة الهُبوب‏.‏ والظِّلُّ الهفَّاف‏:‏ الساكن‏.‏ ومنه قميصٌ هَفْهافٌ‏:‏ رقيق‏.‏ والهِفُّ‏:‏ الذي هَراقَ ماءَه وخَفَّ من السَّحاب‏.‏ والهَفَّاف‏:‏ البَرَّاق‏.‏ والشُّهْد الهِفُّ‏:‏ الرَّقيق القليل العسل، سمِّي لخفَّته، وكذلك الهِفُّ من الزَّرع‏:‏ الذي يُؤخَّرُ حَصادُه فينتثر حَبُّه‏.‏ ومنه المرأة المهَفْهَفة‏:‏ الخميصة الدقيقة الخصر‏.‏ واليَهْفُوف‏:‏ الأحمق لخِفَّةِ عقله؛ ويقال هو الجَبَان‏.‏

‏(‏هك‏)‏

الهاء والكاف أُصَيلٌ يدلُّ على انفراجٍ في شيء أو شَقّ‏.‏ يقال انهكَّ صَلا المرأةِ انهِكاكاً‏:‏ انفَرَجَ عند الوِلادِ‏.‏ ويقولون‏:‏ هكَّه بالسَّيف‏:‏ ضَرَبه‏.‏ والهَكُّ‏:‏ المطَر الشديد، لأنّه يَهُكُّ الأرض‏.‏ وانهكَّت البِئرُ‏:‏ تهوَّرت‏.‏

‏(‏هل‏)‏

الهاء واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على رَفْع صَوت، ثم يُتَوسَّع فيه فيسمَّى الشيءُ الذي يصوَّت عنده ببعض ألفاظِ الهاء واللام‏.‏ ثم يشبَّه بهذا المسمَّى غيرُه فيسمَّى به‏.‏

والأصل قولهم أهَلَّ بالحجِّ‏:‏ رفَعَ صوته بالتَّلبِيَة واستهلَّ الصَّبيُّ صارخاً‏:‏ صوَّت عند وِلادِه‏.‏ قال ابنُ أحمر في الإهلال‏:‏

يُهِلُّ بالفَرْقدِ رُكبانُها *** كما يُهِلُّ الرَّاكِبُ المُعْتَمِرْ

ويقال‏:‏ انهلَّ المطرُ في شِدَّة صوبِه وصوته انهلالاً‏.‏

وأمَّا الذي يُحمَلُ على هذا للقُرْب والجِوار فالهِلالُ الذي في السَّماء، سمِّي به لإهْلاَلِ النّاس عند نظرِهم إليه مكبِّرين وداعين‏.‏ ويسمَّى هلالاً أول ليلةٍ والثّانية والثالثة، ثم هو قمرٌ بعد ذلك‏.‏ يقال أهَلَّ الهِلالُ واستُهِلَّ‏.‏ ثم قيل على مَعنى التَّشبيه تَهَلَّلَ السَّحابُ ببرقه‏:‏ تلألأ، كأنّ البرق شُبِّه بالهلال‏.‏

وممَّا حمل على التَّشبيه أيضاً الهِلال‏:‏ سِنانٌ له شُعبتان‏.‏ والهلالُ‏:‏ الماء القليل في أسفل الرَّكِيِّ‏.‏ والهِلال أيضاً‏:‏ ضَربٌ من الحيَّاتِ‏.‏ قال ذو الرُّمَّة‏:‏

إليك ابتَذَلْنَا كلَّ وهمٍ كأنَّه *** هلالٌ بدا في رمضةٍ يتقلَّبُ

ويقولون‏:‏ الهلال‏:‏ سَلْخ الحيّة‏.‏ والهِلال‏:‏ طرَف الرَّحَى إذا انكسَرَ منها‏.‏ ويقولون‏:‏ ثوبٌ هَلْهَلٌ‏:‏ سخيف النّسج، كأنَّه في رِقَّتِهِ ضوءُ الهلال‏.‏ وشِعْرٌ هَلْهَلٌ‏:‏ رقيق‏.‏ وسمِّي امرؤ القيس بن ربيعة مُهلهِلاً لأنَّه أوَّلُ من رقّق الشِّعر، وقال قومٌ‏:‏ بل سمِّيَ مُهلهِلاً بقوله‏:‏

لمَّا تَوَعَّرَ في الكُراعِ هجينُهم *** هَلْهَلْتُ أثْأَرُ جابراً أو صِنْبِلاَ

وذلك أنَّه إذا أراد إدراكه صوَّت متدارِكاً‏.‏ ويقال الهُلاهِل‏:‏ الماء الكثير، وهذا لأنَّ له في جَرَيانِهِ صوتاً؛ وهو ‏[‏في‏]‏ الأصل هُراهِر‏.‏ والهلال‏:‏ ما يَضُمُّ بين حِنْوَي الرَّحْل، والجمع أهِلّة‏.‏

ومما شذّ عن هذا الأصل قولهم‏:‏ حَمَل فلانٌ على قِرْنه ثمَّ هَلَّل، إذا أحْجم‏.‏ فأمّا قول القائل‏:‏

وليس لها ريحٌ ولكنْ وَديقةٌ *** يظلُّ بها السَّاري يُهِلُّ وينْقَعُ

ويقال للخَيل‏:‏ هَلاَ‏:‏ قِرِي، صوتٌ يصوَّتُ به لها‏.‏

‏(‏هم‏)‏

الهاءُ والميم‏:‏ أصلٌ صحيح يدلُّ على ذَوْبٍ وجَرَيانٍ ودَبيبٍ وما أشبَهَ ذلك، ثم يقاس عليه‏.‏ منه قول العرب‏:‏ همَّني الشَّيءُ‏:‏ أذَابَني‏.‏ وانْهَمَّ الشَّحمُ‏:‏ ذاب‏.‏ والهاموم‏:‏ الشَّحم الكثير الإهالة‏.‏ والسَّحاب الهامُوم‏:‏ الكثير الصَّوب‏.‏ والهَموم‏:‏ البئر الكثيرة الماء‏.‏ قال‏:‏

* إنَّ لها قَلَيْذَماً هَمُوما *

والهَميمة‏:‏ المَطْرَة الخَفيفة، والرِّيح الرَّيْدانة‏:‏ اللَّيّنة الهبُوب‏.‏ والهَوَامّ‏:‏ حشرات الأرض، سمِّيت لِهميمها، أي دَبِيبها‏.‏ قال‏:‏

ترى أثرَه في صَفحتَيه كأنَّه *** مدراجُ شِبثانٍ لَهُنَّ هميمُ

وهمَّم في رأسه‏:‏ جعَلَ أصابعَه في خِلال شعره، يجيء بها ويذهب لينام، كأنَّ أصابِعَه تَدِبُّ في خلال شعره‏.‏

ومن الباب الهِمُّ‏:‏ الرّجل المُسِنّ؛ والمرأة هِمَّة، كأنهما قد ذابا من الكبر‏.‏

وأمَّا الهَمُّ الذي هو الحزن فعندنا من هذا القياس، لأنّه كأنّه لشدته يَهُمُّ، أي يذيب‏.‏ والهَمُّ‏:‏ ما هَمَمْتَ به، وكذلك الهِمَّة، ثم تشتقُّ من الهِمَّة‏:‏ الهُمام‏:‏ الملك العظيم الهِمّة‏.‏ ومُهِمُّ الأمرِ‏:‏ شديدُه‏.‏ وأهمَّنِي‏:‏ أقْلَقَني‏.‏ والقياس واحد‏.‏ وقولُ الكميت‏:‏

عادلاً غيرَهُمْ من النَّاسِ طرَّاً *** بِهِمُ لا هَمَامِ لي لا هَمامِ

فإنّه يقول‏:‏ لا أُهمّ بذلك ولا أفعلُه‏.‏ وقد فسَّرنا معنى الهِمّة‏.‏

‏(‏هن‏)‏

الهاء والنون‏:‏ أصلٌ صحيح يدلُّ على جِنْس من اللَّحم، وفيه شيءٌ من الكلام الذي نَنْسبه إلى الإشكال، وإن كان علماؤنا قد تكلَّموا فيه‏.‏

فالأوّل الهَنَّةُ، يقال إنَّها شحمةُ باطِنِ العين، كذا قال أبو بكر‏.‏ والهُنَانَة‏:‏ الشَّحمة‏.‏ ويقال‏:‏ ما بهذا البعير هانَّة، كما يقال‏:‏ ما بهِ طِرْقٌ‏.‏

وأمَّا الكلام الآخر فقال الفراء‏:‏ اجلس ها هُنا قَريباً، وتنحَّ ها هَنَّا، أي تباعَدْ‏.‏ فأمَّا قول الأعشى‏:‏

لاتَ هَنَّا ذِكْرَى جُبيرة أم مَنْ *** جاءَ منها بطائف الأهوالِ

قالوا‏:‏ معناه ليست جُبيرةُ حيث توهَّمْت، يوئسُه منها‏.‏ وكذلك قولُ الرَّاعي‏:‏

أفي أثَرِ الأظعانِ عينُك تَلمحُ *** نَعم لاتَ هَنَّا إنَّ قَلبَك مِتْيَحُ

قالوا‏:‏ معناه ليس الأمرُ حيث ذهبتَ‏.‏ وقول الآخر‏:‏

* حَنَّتْ نَوارُ ولاتَ هَنَّا حَنَّتِ *

يقول‏:‏ ليس ذا موضعَ حنين‏.‏ وقوله‏:‏

* لمَّا رأيت مِحْمَلَيْها هَنَّا *

أراد هاهنا‏.‏ وقال ابن السِّكِّيت في قوله‏:‏

* لمَّا رأى الدّارَ خَلاءً هَنَّا *

قال‏:‏ بكى‏.‏ يقال هَنَّ، إذا بكى‏.‏ وإنما نقف في مثل هذه المشكلات حيثُ وُقِّفْنا، وإلا فما أحسب أحداً منهم لخَّصها ولا فسَّرها بعد‏.‏

‏(‏باب الهاء والواو وما يثلثهما‏)‏

‏(‏هوي‏)‏

الهاء والواو والياء‏:‏ أصلٌ صحيح يدلُّ على خُلُوٍّ وسقوط‏.‏ أصله الهواء بين الأرض والسماء، سمِّي لخلوِّه‏.‏ قالوا‏:‏ وكلُّ خالٍ هواء‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وأفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ‏}‏ ‏[‏إبراهيم 43‏]‏، أي خاليةٌ لا تَعِي شيئاً، ثمَّ قال زُهير‏:‏

كأنَّ الرَّحْلَ منها فوقَ صَعلٍ *** من الظِّلْمان جؤجؤهُ هواءُ

ويقال هَوَى الشّيءُ يَهوِي‏:‏ سقط‏.‏ وهاويةُ‏:‏ جهنم؛ لأنَّ الكافِر يَهوِي فيها‏.‏ والهاوية‏:‏ كلُّ مَهْواة‏.‏ والهُوَّة‏:‏ الوَهدة العميقة‏.‏ وأهْوَى إليه بيده ليأخذه، كأنّه رمَى إليه بيده إذا أرسلها‏.‏ وتهَاوَى القَوْمُ في المَهْواة‏:‏ سقط بعضهم في إثْر بعض‏.‏ ويقولون‏:‏ الهَوِيُّ ذَهابٌ في انحدار، والهُوِيّ في الارتفاع‏.‏ قال زُهير في الهَوِيّ‏:‏

يَشُقُّ بها الأماعِزَ فهي تَهوِي *** هَوِيّ الدَّلْوِ أسلَمَها الرِّشاءُ

وقال الهذَليّ في الهُوِيّ‏:‏

وإذا رميتَ به الفِجاجَ رأيتَه *** يَهوِي مَخارِمَها هُوِيَّ الأجدلِ

وهَوَت الطّعنةُ‏:‏ فَتَحَتْ فاها تَهوِي، وهو من الهواء‏:‏ الخالي‏.‏ وهَوَتْ أمُّهُ‏:‏ شَتْمٌ، أي سقَطَتْ وهَلَكَتْ‏.‏ وَ‏{‏أُمُّهُ هَاوِيةٌ‏}‏ ‏[‏القارعة 9‏]‏ كما يقال‏:‏ ثاكلة‏.‏ والمَهْوَى‏:‏ بُعدُ ما بين الشَّيئينِ المنتصِبَين، حتى يقالُ ذلك لبُعْد ما بين المَنْكِبَين‏.‏

وأمَّا *الهوى‏:‏ هَوى النَّفسِ، فمن المَعنيين جميعاً، لأنه خالٍ من كلِّ خير، ويَهوِي بصاحِبِه فيما لا ينبغي‏.‏ قال الله تعالى في وصف نبيّه عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏{‏وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى‏}‏ ‏[‏النجم 3‏]‏، يقال منه هَوِيتُ أهْوَى هَوىً‏.‏ وأمَّا المُهاواة فذكر أبو عمرٍو أنها الملاجَّة‏.‏ وقال أبو عبيد‏:‏ شدّة السَّير‏.‏ وأنشد‏:‏

فلم تستطع مَيٌّ مَهاوَاتنا السُّرَى *** ولا ليلَ عِيسٍ في البُرِينَ خواضِعِ

والذي قاله فصيح‏:‏ أمَّا المُلاجَّة فلأنَّ كلَّ واحدٍ منها يحبُّ هَوَى صاحِبه‏.‏ وأمَّا السَّير فلِمَا في ذلك من التَّرامِي بالأبدان عند السَّير‏.‏

‏(‏هوب‏)‏

الهاء والواو والباء‏:‏ ليس بأصلٍ جيّد، لكنهم يقولون‏:‏ الهَوْب‏:‏ المُخَلِّط‏.‏ وحكى ابن دريد في طرائفه أصابني هَوْب النار‏:‏ وهَجها‏.‏

‏(‏هوت‏)‏

الهاء والواو والتاء‏:‏ قريبٌ من الذي قبلَه‏.‏ يقولون‏:‏ الهَوْتة‏:‏ الطَّريقُ إلى الماء‏.‏ وصَبَّ الله عليه الهَوْتَةَ والمَوْتة، شتمٌ، قاله الخليل‏.‏

‏(‏هوج‏)‏

الهاء والواو والجيم‏:‏ كلمةٌ تدلُّ على تسرُّعٍ وتعسُّف‏.‏ يقولون‏:‏ الأهوج‏:‏ الرَّجلُ المتسرِّع‏.‏ والهوجاء‏:‏ النَّاقة السريعة، كأنَّ بها هَوَجا‏.‏ والهوجاء‏:‏ الرِّيح التي تقلَع البُيوت‏.‏ وقال أبو بكر‏:‏ وقد تَهُبُّ في وجهٍ واحد هبوباً متدارِكا‏.‏ ويقولون‏:‏ الهاجَةُ‏:‏ الضِّفدِعة‏.‏

‏(‏هود‏)‏

الهاء والواو والدال‏:‏ أصلٌ يدلُّ على إرْوادٍ وسُكون‏.‏ يقولون‏:‏ ‏[‏التَّهويد‏]‏‏:‏ المَشْيُ الرُّوَيْد‏.‏ ويقولون‏:‏ هَوَّدَ، إذا نامَ‏.‏ وهَوَّد الشَّرابُ نَفْسَ الشاربِ، إذا خَثَرت له نَفْسُه‏.‏ والهَوَادَة‏:‏ الحالُ تُرجَى معها السَّلامةُ بين القوم‏.‏ والمُهَاودة‏:‏ المُوادَعَة‏.‏ فأمَّا اليَهود فمِن هاد يَهُودُ، إذا تاب هَوْدَاً‏.‏ وسُمُّوا به لأنَّهم تابُوا عن عبادة العجل‏.‏ وفي القرآن‏:‏ ‏{‏إنَّا هُدْنا إلَيْكَ‏}‏ ‏[‏ الأعراف 156‏]‏، وفي التَّوبةِ هوادةُ حالٍ وسلامةٌ‏.‏

‏(‏هوذ‏)‏

الهاء والواو والذال‏:‏ كلمةٌ واحدة، هي هَوْذَةُ‏:‏ القَطاةُ، وبها سمِّي الرجل هَوْذَة‏.‏

‏(‏هور‏)‏

الهاء والواو والراء‏:‏ أصلٌ يدلُّ على تساقُطِ شيء‏.‏ منه تَهَوَّرَ البِناء‏:‏ انهَدَم‏.‏ وتهوّر اللّيلُ‏:‏ انكسَرَ ظلامُه، كأنَّه تهدَّم ومرَّ‏.‏ وتهوَّرَ الشِّتاء‏:‏ ذهبَ أشدُّهُ‏.‏ ويقولون للقطيع من الغَنم‏:‏ هَوْرٌ؛ وهو صحِيحٌ لأنَّه مِن كثرته يتساقط بعضُه على بعض‏.‏

ومما شذَّ عن الباب قولهم‏:‏ هُرْتُ فلاناً بكذا أهُورهُ‏:‏ أزْنَنْتُه به‏.‏ قال‏:‏

* رأى أنَّني لا بالكثير أهُوره *

‏(‏هوس‏)‏

الهاء والواو والسين‏:‏ كلمةٌ تدلُّ على طَوَفَانٍ ومَجيءٍ وذَهاب في مثلِ الحَيرة‏.‏ فالهَوْس‏:‏ الطَّوَفَانُ؛ وكلُّ طلبٍ في جُرأة هَوْس‏.‏ ويقال أسَدٌ هَوَّاس‏.‏ وباتَت ‏[‏الإبلُ‏]‏ اللَّيلَ تَهُوس‏:‏ تَسرِي‏.‏

ومن المحمول على هذا الهَوْس‏:‏ شِدّة الأكل‏.‏ يقال‏:‏ أكُولٌ هَوَّاس‏.‏

ومن الباب ناقَةٌ هَوِسَةٌ‏:‏ ضعيفة، وهي إذا كانت كذا حارت‏.‏ ومنه قولهم به هَوَسٌ‏.‏

‏(‏هوش‏)‏

الهاء والواو والشين‏:‏ أُصَيلٌ يدلُّ على اختلاطٍ وشِبهه‏.‏ منه هَوَّشُوا‏:‏ اختَلَطوا‏.‏ وهَاشت الخيلُ في الغارة‏.‏ والمَهَاوش في الحديث من هذا‏.‏ ويقال‏:‏ هَوَّشَت الرِّيحُ بالتُّراب‏:‏ جاءت به ألواناً‏.‏ ومنه الهَوش‏:‏ العدد الكثير‏.‏ وتَهَوَّشَ القوم على فُلانٍ‏:‏ تَغَاوَوْا عليه‏.‏

وشذَّ عنه الهَوَش، يقال إنَّه صِغَر البَطْن‏.‏ قال‏:‏

* قد هَوِشَتْ بطونُها واحقَوقَفَتْ *

وهم مُتَهاوِشُون، أي مختلِطُون‏.‏

‏(‏هوع‏)‏

الهاء والواو والعين‏:‏ كلمتان‏:‏ الهَوْع‏:‏ سُوء الحِرص‏.‏ يقال رجلٌ هَاعٌ‏.‏

والكلمة الأخرى‏:‏ الهُوَاع‏:‏ القَيء‏.‏ يقال‏:‏ هَاعَ يَهُوع وتَهَوَّع‏.‏ قال الخليل‏:‏ لأُهَوِّعَنَّه ما أكَل، أي لأستخرِجنَّ من حَلْقِه ما أكَلَ‏.‏

‏(‏هوف‏)‏

الهاء والواو والفاء‏:‏ كلمةٌ واحدة تدلّ على خِفّة‏.‏ يقال الهُوفُ‏:‏ الرِّيح تأتي من قِبَلِ اليمن‏.‏ قالت *أمُّ تأبَّطَ شراً تؤبِّنُه‏:‏ ‏"‏ما هو بِهُلفوف، تلفُّه هُوف‏"‏ وبذلك يشبَّه الأحمق، فيقال له هُوف‏.‏ قال أبو بكر‏:‏ ورجلٌ هُوفٌ، إذا كان خاوياً لا خَيرَ عنده‏.‏

‏(‏هوك‏)‏

الهاء والواو والكاف‏:‏ كلمةٌ تدلُّ على حُمقٍ ووقوع في الشيء على غير بصيرة‏.‏ فالهَوَك‏:‏ الحُمْق‏.‏ وتهوَّكَ الرجلُ‏:‏ وقع في الشَّيء‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏أمُتَهوِّكُون أنتم كما تهوَّكَت اليهودُ والنَّصارى‏"‏‏.‏

‏(‏هول‏)‏

الهاء والواو واللام‏:‏ كلمتانِ تدلُّ إحداهما على مخافةٍ، والأخرى على تحسينٍ وزِينة‏.‏

فالأولى‏:‏ الهَوْل، وهي المخافة‏.‏ وهالَنِي الشَّيءُ يهُولُني‏.‏ ومكانٌ مَهالٌ‏:‏ ذو هَوْل‏.‏ قال الهذلي‏:‏

أجاز إليْنا على بُعده *** مهاوِيَ خَرق مَهَابٍ مَهَالِ

والتَّهاويل‏:‏ ما هالَكَ من شيء‏.‏ وهَوَّلُوا على الرّجل‏:‏ حَلَّفوه عند نارٍ يهوِّلون بها عليه‏.‏ قال أوس‏:‏

* كما صَدَّ عن نارِ المُهَوِّل حالِفُ *

والأخرى قولهم لزِينة الوَشْيِ‏:‏ تَهَاويل‏.‏ ويقال هَوَّلَتِ المرأةُ‏:‏ تزيَّنت بحَلْيها‏.‏

‏(‏هوم‏)‏

الهاء والواو والميم كلمة‏.‏ يقولون‏:‏ هَوَّمَ الرَّجُل، إذا هزَّ رأسَه من النُّعاس‏.‏ وقد هَوَّمْنا‏.‏ قال‏:‏

* ما تَطعم العينُ نوماً غيرَ تَهويمِ *

‏(‏هون‏)‏

الهاء والواو والنون أُصَيلٌ يدلُّ على سكون أو سكينة أو ذلّ‏.‏ من ذلك الهَوْن‏:‏ السَّكينة والوَقار‏.‏ قال الله سبحانه‏:‏‏{‏يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً‏}‏ ‏[‏الفرقان 63‏]‏‏.‏ والهُون‏:‏ الهَوان‏.‏ قال عزّ وجلّ‏:‏ ‏{‏أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ‏}‏ ‏[‏النحل 59‏]‏‏.‏ والهَاوُون لِلذي يُدقُّ به عربيٌّ صحيح، كأنّه فاعول من الهَوْن‏.‏

‏(‏هوه‏)‏

الهاء والواو والهاء‏.‏ يقولون‏:‏ الهَوْهَاء‏:‏ الأحمق‏.‏ ويقولون‏:‏ الهواهِي‏:‏ الباطل‏.‏ قال ابنُ أحمر‏:‏

في كل يوم يَدْعُوانِ أطِبَّةً *** إليَّ وما يُجْدُونَ إلاّ الهَواهِيا

قال الخليل‏:‏ وبئرٌ هوهاءُ، على زنة حمراءَ‏:‏ كثيرةُ الماء‏.‏

‏(‏باب الهاء والياء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏هيأ‏)‏

الهاء والياء والألف كلمةٌ تأتي وهاؤها زائدة‏.‏ يقال‏:‏ هَيَا، والمرادُ‏:‏ يا‏.‏ قال الشاعر‏:‏

فَيُصِيخُ يرجُو أنْ يكونَ حَياً *** ويقولُ مِن طربٍ هَيَا ربَّا

‏(‏هيب‏)‏

الهاء والياء والباء كلمةُ إجلالٍ ومخافة‏.‏ من ذلك هابَه يَهابُه هَيْبةً‏.‏ ورجلٌ هَيُوبٌ‏:‏ يَهاب كلَّ شيء‏.‏ وهَيُوبٌ‏:‏ مَهِيبٌ‏.‏ وقولهم‏:‏ ‏"‏الإيمانُ هَيوبٌ‏"‏، قال قوم‏:‏ مَهيبٌ، وقال قوم‏:‏ إنَّ المؤمنَ يَهاب الانقِحامَ فيما يسرِعُ إليه غيرُه‏.‏ وتهيَّبْت الشَّيءَ‏:‏ خِفتُه‏.‏ وتَهَيَّبنِي الشَّيءُ، كأنَّه أخافَني‏.‏ قال‏:‏

* ولاَ تَهَيَّبُني المَوْماةُ أركبُها *

والهَيَّبانُ‏:‏ الجَبَان‏.‏ وأمّا قولهم‏:‏ أهابَ بِهِ، إذا صاح به، يُهيبُ كما يُهيب الرّاعِي بغنمِه لتقِفَ أو تَرجِع، فهو من القياس، لأنَّه كأنَّه يُفْزِعه‏.‏

ومما ليس من الباب ولا أعلم كيفَ صِحّتُه، قولُهم‏:‏ الهَيَّبَان‏:‏ لُغَامُ البَعير‏.‏

‏(‏هيت‏)‏

الهاء والياء والتاء كلمةٌ تدلُّ على الصَّيحة‏.‏ يقولون‏:‏ هيَّتَ به، إذا صاح‏.‏ قال‏:‏

* لو كانَ مَعْنِيَّا بِها لَهَيَّتا *

ويقولون في معنى هَيْت لك‏:‏ هَلُمَّ‏.‏

‏(‏هيج‏)‏

الهاء والياء والجيم أصلان صحيحان‏:‏ أحدهما يدلُّ على ثَوَران شيء، والآخر على يُبْس نَبَات‏.‏ فالأوّل‏:‏ هاجَ الفحلُ هَيْجاً وهِياجاً‏.‏ وكذلك الدَّم‏:‏ والهَيْجاء تمدُّ وتقصر‏.‏ وهِجت الشَّرَّ وهيَّجْته‏.‏ وهيَّجْتُ النّاقَة فانبعثَتْ‏.‏ ويقال للنَّاقةِ النَّزوع إلى وَطَنِها‏:‏ مِهياج‏.‏

والآخَر قولهم‏:‏ هاجَ البقلُ، إذا اصفرَّ ليَيْبَس‏.‏ وأرضٌ هائجة‏:‏ يَبِس بقلُها‏.‏ وأهْيَجْتُ الأرضَ‏:‏ صادفتُ نباتَها هائجاً قد ذَوَى‏.‏ قال رؤبة‏:‏

* وَأهْيَجَ الخَلصَاءَ من ذات البُرَقْ *

‏(‏هيد‏)‏

الهاء والياء والدال‏.‏ الأصل الذي ينقاسُ منه التَّحريك والإزعاج وباقي ذلك ممَّا لا يُعرَف قِياسه‏.‏

فالأول قولهم‏:‏ هِدْتُ الشَّيءَ حرّكته، هَيْداً‏.‏ وهَادَني يَهِيدُني‏:‏ كرَثَني وأزعجَني‏.‏ يقولون‏:‏ لا يَهِيدَنَّكَ‏.‏ والهيْدَان‏:‏ الجبان‏:‏ كأنَّهُ يُزعِجُه كلُّ شيء‏.‏ *وهِيد‏:‏ كلمةٌ تقال عند سَوْقِ الإبل‏.‏ ويقال‏:‏ هَيَّدَ في ‏[‏السَّيْر‏]‏‏:‏ أسرَعَ‏.‏ وأمَّا الحديث في ذكر مسجِد رسول الله عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏"‏هِدْهُ‏"‏ أي أصْلِحْه، قالوا‏:‏ ولا يكونُ ذلك إلاَّ بعد الهَدْم‏.‏ ومعنى هذا أنّ اليَبابَ كانَ هادماً فلمّا بُنِيَ كأنَّهُ أُحْيِيَ‏.‏

وأمَّا الذي يُشكِل قياسُه، وهو عندنا من الكلامِ الذي درَسَ عِلمُه قولُهم‏:‏ هَيْدَ مالَكَ، وأكْثرُ ما قيل في ذلك‏:‏ ما أمرُك، ما شأنك‏؟‏ وأنشدوا‏:‏

يا هَيْدَِ مالَكَ من شوقٍ وإيراقِ *** ومَرِّ طَيْفٍ على الأهْوالِ طَرَّاقِ

‏(‏هيس‏)‏

الهاء والياء والسين‏.‏ يقولون‏:‏ الهَيْسُ‏:‏ السَّيْرُ‏.‏ قال‏:‏

* إحدَى لياليكِ فهِيسِي هِيسِي *

‏(‏هيش‏)‏

الهاء والياء والشين‏.‏ الهَيْش‏:‏ الحَلْب الرُّوَيْد‏.‏ والهَيْش‏:‏ الحركة‏.‏ قال‏:‏ وهاشَ في القَوم يَهِيش‏:‏ أفْسَدَ وعاثَ‏.‏

‏(‏هيض‏)‏

الهاء والياء والضاد كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ على كَسرِ شيءٍ، وما أشبَهَه‏.‏ يقال‏:‏ هاضَ عَظْمَه‏:‏ كَسَرَه بعد الجَبْر‏.‏ وكذا هِيضَ الإنسانُ‏:‏ نُكِسَ في مرضه بعد البُرْء‏.‏ وفي حديث أبي بكر‏:‏ ‏"‏إنَّ هذا يَهِيضُكَ‏"‏‏.‏

‏(‏هيط‏)‏

الهاء والياء والطاء كلمتانِ‏:‏ إحداهما ‏[‏الهِيَاط‏]‏‏:‏ الصِّياح، والأخرى كلمةٌ حكاها الفَرّاء‏:‏ تَهايَطَ القومُ‏:‏ اجتَمَعُوا لإصلاحِ ما بينَهُم‏.‏

‏(‏هيع‏)‏

الهاء والياء والعين كلمةٌ واحدة، وهي الهَيْعة‏:‏ الصَّوْت الذي يُفْزَع منه ويُخاف‏.‏ يقال‏:‏ رجلٌ هاعٌ وهائِع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏كلما سمعَ هَيْعَةً طار إليها‏"‏‏.‏ وقد هاعَ يَهِيعُ‏.‏ قال الطرِمَّاحُ‏:‏

أنا ابنُ حماةِ المجدِ مِنْ آلِ مالكٍ *** إذا جعلَتْ خُور الرِّجال تهِيعُ

أي تجْبُن‏.‏

ويحتمل أنَّ أصلَ الباب الانبساط والاسترسال‏.‏ والمَهْيَعُ‏:‏ الطَّرِيق الواسع الواضح‏.‏ والهَيْعة‏:‏ سَيَلان الشّيء المصبوب على وَجْه الأرض، أي يَنْبَسط‏.‏ قال الخليل‏:‏ وأرض هَيْعة‏:‏ واسعةٌ مبسوطة‏.‏ متهيِّع‏:‏ حائر هائع‏.‏ وكلُّ ذلك من ذلك الأصل‏.‏

‏(‏هيغ‏)‏

الهاء والياء والغين كلمةٌ تدلُّ على رَغَد ونَعْمةِ عيش‏.‏ يقال إن الأهْيَغَ‏:‏ أرغَد العيشِ‏.‏ ويقولون‏:‏ الأهْيَغانِ‏:‏ الأكلُ والنِّكاح‏.‏ ويقال‏:‏ هيَّغْتُ الثَّرِيدةَ‏:‏ أكْثَرْتُ وَدَكَها‏.‏ قال‏:‏

* يَغْمِسْنَ مُن غَمَسْنَهُ في الأهْيَغِ *

‏(‏هيف‏)‏

الهاء والياء والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على حرارةٍ وعطش، ثم يستعار ذلك‏.‏ فالهَيْف‏:‏ ريحٌ حارَّة تجيء في قُبُل الصَّيف، تُعطِش المالَ وتُوبِسُ الرُّطْبَ‏.‏ ورجلٌ مِهيافٌ‏:‏ لا يصبِرُ عن الماء‏.‏ وأهَافُوا‏:‏ عَطِشت إبلُهم‏.‏ واستُعِير فقِيل لمَن دقَّ خَصْره‏:‏ أهْيَف، كأنَّ ثَمَّ عطَشا؛ والجمع هِيفٌ‏.‏ وفَرَسٌ هَيْفاء‏:‏ ضامرة‏.‏

‏(‏هيق‏)‏

الهاء والياء والقاف كلمة واحدة، وهي الهَيْق‏:‏ الظَّليم، ويقال لكلِّ طويلٍ دقيقٍ‏:‏ هَيْقٌ، تشبيهاً‏.‏

‏(‏هيل‏)‏

الهاء والياء واللام كلمةٌ واحدةٌ تَدُلُّ على دَفْعِ شيء يمكن كَيْلُه دفعاً من غير كَيْل‏.‏ وهِلْتُ الطَّعامَ أهِيلُه هَيْلاً‏:‏ أرسَلْتُه‏.‏ قال الله سبحانه‏:‏ ‏{‏وَكَانَتِ الجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً‏}‏ ‏[‏المزمل 14‏]‏‏.‏ ومنه قولُهم‏:‏ ‏"‏جاءَ بالهَيْل والهَيْلُمَان‏"‏، أي الشَّيء الكثير‏.‏

‏(‏هيم‏)‏

الهاء والياء والميم كلمةٌ تدلُّ على عطشٍ شديد‏.‏ فالهَيَمان‏:‏ العَطَش‏.‏ والهِيمُ‏:‏ الإبل العِطاش، والهِيمُ‏:‏ الرِّمال التي تَبْتَلِع الماء‏.‏ والهُيام‏:‏ داءٌ يأخذُ الإبلَ عند عطَشِها فتَهِيم في الأرض لا تَرعَوِي‏.‏ وبه سمِّي العاشق الهَيْمانَ، كأنَّه جُنَّ من العِشْق فذَهَب على وجهه ‏[‏على‏]‏ غير قصد‏.‏ والهَيْماء‏:‏ المَفازَةُ لا ماءَ بها‏.‏

‏(‏هين‏)‏

الهاء والياء والنون‏:‏ الهَيْن‏:‏ الأمر الهيِّن، وهو من الواو، وقد مرَّ‏.‏

‏(‏باب الهاء والألف وما يثلثهما‏)‏

ولا تكون الألف إلا مبدَلة‏

‏(‏‏[‏هال‏]‏‏)‏

الهالَةُ‏:‏ دائرةُ القَمَر حَوْلَه‏.‏‏

‏(‏هام‏)‏

الهاء والألف والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على عُلُوٍّ في بعض الأعضاء، ثم يستعار‏.‏ فالهامة‏:‏ الرَّأْس، والجمع هامٌ وهامات‏.‏ وسيِّد* القومِ‏:‏ هامةٌ، على معنى التَّشبيه‏.‏ وأمَّا الهامَة في الطَّير فليست في الحقيقة طيراً، إنما هو شيءٌ كما كانت العرب تقوله، كانوا يقولون‏:‏ إنَّ رُوحَ القَتيل الذي لا يُدرَك بثأره تَصِيرُ هامةً فتَزْقُو تقول‏:‏ اسقوني، اسقُوني‏!‏ فإذا أُدْرِكَ بثأره طارت‏.‏ وهو الذي أراده جريرٌ بقوله‏:‏‏

ومِنَّا الذي أبْلَى صُدَيَّ بنَ مالكٍ *** ونَفَّرَ طيراً عن جُعَادة وُقَّعا‏

يقول‏:‏ ‏[‏قَتَل‏]‏ قاتلَه فنفَّرَ الهامة عن قبره‏.‏‏

‏(‏باب الهاء والباء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏هبت‏)‏

الهاء والباء والتاء كلمةٌ تدلُّ على ضَربٍ متتابع‏.‏ وهُبِتَ الرَّجُل يُهْبَتُ‏.‏ وفلانٌ مهبوتٌ، أي لا عقلَ له، ثمَّ سمِّي الجبانُ الضَّعيف هَبيتاً، كأنه قد هُبِتَ‏.‏ قال طَرَفة‏:‏

فالهَبِيتُ لا فؤادَ لـه *** والثبيتُ ثَبْتُهُ فَهَمُه

‏(‏هبث‏)‏

الهاء والباء والثاء‏.‏ يقولون‏:‏ الهَبْث‏:‏ الحَركة‏.‏

‏(‏هبج‏)‏

الهاء والباء والجيم كلمةٌ تدلُّ على تورُّمٍ وثِقَل‏.‏ وهَبِجت النّاقة هَبَجا‏:‏ وَرِمَ ضَرعها‏.‏ ولذلك يُقال للثَّقيل النَّفْس مُهَبَّج‏.‏ وهَبَجَه بالعَصَا‏:‏ ضَرَبه‏.‏ ومما شذَّ عن هذا الهَوْبَجة، وهي خَبْرَاءُ في مكانٍ غير قَعِير، فلا يلبثُ ماؤها أن يَنْضُب‏.‏

‏(‏هبخ‏)‏

الهاء والباء والخاء‏.‏ الهَبَيَّخَة‏:‏ الجارية تمشِي مُتَبَخْتِرَة‏.‏

‏(‏هبد‏)‏

الهاء والباء والدال الهَبيد‏:‏ حبُّ الحنظل‏.‏ والتَّهَبُّد‏:‏ أخْذُه وإصلاحه‏.‏ وخرجُوا يتهبَّدُون‏.‏

‏(‏هبذ‏)‏

الهاء والباء والذال كلمةٌ واحدة، معناها السُّرعة‏.‏ قال الخليل‏:‏ المُهابَذَة‏:‏ السُّرعة‏.‏ وقال ابن دُرَيد‏:‏ الهَبْذ‏:‏ سُرْعة في المشي‏.‏ ومَرَّ يَهْـبُِذُ هَبْذاً، واهتبذَ اهتباذاً‏.‏

‏(‏هبر‏)‏

الهاء والباء والراء‏:‏ كلمتان‏:‏ إحداهما قطعٌ في الشّيء وتقطُّع، والأخرى صفةُ مكان‏.‏

فالأولى‏:‏ الهَبْر‏:‏ قَطْع اللَّحم‏.‏ والهَبْرة‏:‏ البَضعَة منه‏.‏ يقال هَبَرتُ لـه هَبْرةً‏.‏ وناقةٌ هَبْراء وهَبِرَة‏:‏ كثيرةُ اللَّحم‏.‏ والهَوْبَر‏:‏ الذي تَقَرَّدَ شَعَْرُه، كأنّه قد تقطَّعَ قِطعاً مجتمعة‏.‏ ومن ذلك الهِبْرِيَة‏:‏ ما كانَ في أسفل الشَّعر مثلَ النُّخالة، سمِّي بذلك لأنّه متقطِّع‏.‏ وسيف هَبَّارٌ وهابرٌ‏:‏ ينتسِفُ القِطعةَ من اللَّحم فيَطرحُها‏.‏

وأمَّا الكلمة الأخرى فالهَبير‏:‏ مطمئِنٌّ من الأرض‏.‏ ويقال الهُبُور‏:‏ الصُّخور بينَ الرَّوابي أو الصُّخورُ، أنا أشُكُّ في ذلك‏.‏ وكلمةٌ يقولونها ما أدرِي ما أصْلُها‏.‏ يقولون‏:‏ ‏"‏لا آتِيكَ هُبَيْرةَ بنَ سعدٍ‏"‏ أي أبداً‏.‏

‏(‏هبز‏)‏

الهاء والباء والزاء‏.‏ ذكَرُوا عن أبي زَيد‏:‏ هَبَزَ‏:‏ ماتَ‏.‏

‏(‏هبش‏)‏

الهاء والباء والشين‏:‏ كلمةٌ واحدة‏.‏ يقال هو يَتهَبَّش، أيْ يتكسَّب‏.‏ والهُبَاشَة‏:‏ الكَسْب‏.‏ قال‏:‏

لولا هُباشاتٌ من التَّهبِيش *** لِصِبْيَةٍ كأفْرُخ العُشوشِ

وهو يتهَبَّش لأهلِه‏.‏

‏(‏هبص‏)‏

الهاء والباء والصاد‏:‏ كلمةٌ واحدة‏.‏ الهَبَص‏:‏ النَّشاط‏.‏ رجلٌ هَبِصٌ‏.‏ قال‏:‏

مَرَّ وأعطانِي رشاءً مَلِصا *** كذَنَب الذِّيب يُعَدِّي هَبِصا

‏(‏هبط‏)‏

الهاء والباء والطاء‏:‏ كلمةٌ تدلُّ على انحدار‏.‏ وهَبَط هُبوطاً‏.‏ والهَبُوط‏:‏ الحُدور‏.‏ وهَبَطتُ أنا وهَبَطْتُ غيرِي، وهَبَط المرضُ لحمَ العَليل‏.‏ والهَبِيط‏:‏ الضَّامر من الإبل‏.‏

‏(‏هبع‏)‏

الهاء والباء والعين‏:‏ كلمةٌ تدل على ضربٍ من المَشْي‏.‏ وهَبَع هُبوعاً‏:‏ مَشَى مَشْيَ حمارٍ بليد‏.‏ ويقال هو مَدُّ العُنق في المَشْي‏.‏ والهُبَع‏:‏ الفَصيل يُنْتَجُ حَمَارَّةَ القَيظ، سمِّي هُبَعاً لأنّه إذا مشى هَبَع، أي استعانَ بعُنُقه‏.‏

‏(‏هبغ‏)‏

الهاء والباء والغين‏.‏ هَبَغَ هُبُوغاً‏:‏ نامَ‏.‏

‏(‏هبل‏)‏

الهام والباء واللام‏:‏ فيه ثلاث كلمات، تدلُّ إحداها على ثُكْلٍ، والأخرى على ثِقَل، والثالثة على اغترارٍ وتغفُّل‏.‏

الأولى الهَبَل‏:‏ الثُّكْل، يقال‏:‏ لأمِّه الهَبَل‏.‏ قال‏:‏

النَّاسُ مَنْ يلقَ خيراً قائلونَ له *** ما يشتهي ولأُمِّ المخطِئِ الهَبَلُ

والهَبُول من النِّساء‏:‏ التي لا يَبقى لها ولد‏.‏

والثانية المُهبَّل‏:‏ الرّجُل *الثَّقيل الكثير اللَّحم‏.‏ قال‏:‏

مِمَّنْ حَمَلْنَ به وهنَّ عَواقِدٌ *** حُبُكَ النِّطاقِ فشَبَّ غَيْرَ مهَبَّلِ

والهِبِلُ‏:‏ الشَّيخ الكَبير، والظَّليم المُسِنّ‏.‏

والثالثة قولهم‏:‏ اهْتَبَلَ الغِرّة، إذا افتَرَصَها‏.‏ والهَبَّال‏:‏ الصَّيَّاد يَهتَبِل الصَّيد يَغترُّه، ولذلك سمِّي الذِّئب هِبِلاًّ، لأنّه يَحتَالُ لصيده ويَهتَبِله‏.‏

وأمَّا المَهْبِل فمستقَرُّ الولَد من الرّحِم، وهو عندنا من باب الإبدال، وهو في ذلك أصله مَحْبِل‏.‏

‏(‏هبو‏)‏

الهاء والباء والحرف المعتلّ‏:‏ كلمةٌ تدلُّ على غَبَرة ورقَّة فيها‏.‏

منه الهَبْوَة‏:‏ الغَبَرة‏.‏ وهبا الغُبارُ يَهبو فهو هابٍ‏:‏ سَطع‏.‏ والهَبَاء‏:‏ دُقاق التُّراب‏.‏ قال‏:‏

تَزَوَّد منا بينَ أذْناهُ ضَربةً *** دعَتْه إلى هابِي الترابِ عقيم

وهَبَا الرَّمادُ‏:‏ اختلَطَ بالتُّراب وهَمَد‏.‏ والشَّيءُ المنبثُّ الذي تراه في ضَوء الشمس‏:‏ هَباءٌ‏.‏

‏(‏باب الهاء والتاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏هتر‏)‏

الهاء والتاء والراء‏:‏ أُصَيل يدلُّ على باطلٍ وسَيِّئٍ من القول، وأُهْتِرَ الرّجُل‏:‏ خَرِف من الكِبَر‏.‏ ومعنى هذا ‏[‏أنّه‏]‏ يتكلّم بالهِتْرِ، وهو السَّقَط من القَول‏.‏ والأصل فيه هذا، ثمَّ يقال رجل مُستَهْتِرٌ‏:‏ لا يُبالِي ما قِيلَ لـه، أي كلُّ الكلامِ عنده ساقط‏.‏ وتَهاتَرَ الرّجُلانِ ادّعى كلُّ واحدٍ منهما على صاحبه باطلاً‏.‏ وهَتَرَه‏:‏ مزَّقَ عِرضَه بباطلٍ هَتْراً، وهتَّره تهتيراً أيضاً‏.‏ وقولهم للدَّاهية والأمر العَجَب‏:‏ هِتْرٌ، هو من الإبدال، والأصل هِكْرٌ، وقد ذكرناه‏.‏‏

‏(‏هتع‏)‏

الهاء والتاء والعين‏.‏ قال أبو بكر‏:‏ هَتَع الرجلُ إلينا‏:‏ أقبلَ، مثل هَطع، إذا أقْبَلَ مسرعاً‏.‏‏

‏(‏هتف‏)‏

الهاء والتاء والفاء‏:‏ كلمة واحدة، هي الهَتْف‏:‏ الصَّوت‏.‏ وهَتَفَت الحمامةُ‏:‏ صوَّتَتْ تَهتِف‏.‏ وقَوسٌ هَتَّافةٌ وهَتْفَى هُتافاً‏:‏ ذاتُ صوت‏.‏ قال الهذليّ‏:‏‏

عَلَى عَُِجْسٍ هَتَّافةِ المِذْرَوَيـ *** ـنِ زَوْراءَ مضجَعةٍ في الشِّمالِ‏

‏(‏هتك‏)‏

الهاء والتاء والكاف‏:‏ أصلٌ يدلُّ على شَقٍّ في شَيء‏.‏ والهَتْك‏:‏ شَقُّ السِّتر عمَّا وراءَه‏.‏ وهُتِكَ عَرشُ فلانٍ‏:‏ هُدَّ وشُقّ‏.‏ وسِرنا هُتْكةً من اللَّيل، أي ساعةً‏.‏ وهاتَكْناها‏:‏ سِرْنا في دُجاها‏.‏ والمعنى أنَّا شَقَقْنا الظَّلام‏.‏‏

‏(‏هتم‏)‏

الهاء والتاء والميم‏:‏ كلمةٌ تدلُّ على كسرِ شيء‏.‏ يقال‏:‏ هَتَمْتُ الشَّيءَ‏.‏ والهُتامة‏:‏ ما تهتَّمَ من شيءٍ‏.‏ والهَتْمُ‏:‏ كَسْر الثَّنَايا من أصلها؛ ورجلٌ أهتَم‏.‏‏

‏(‏هتن‏)‏

الهاء والتاء والنون كلمةٌ واحدة‏.‏ هتَنَتِ السَّماء هَتْناً وهُتُوناً، مثل هتلَتْ‏.‏‏

‏(‏هتي‏)‏

الهاء والتاء والحرف المعتلّ‏.‏ يقولون‏:‏ المُهاتاةُ كالمعاطاة‏.‏ يقال‏:‏ هاتِ، أي أعْطِ، فتقول‏:‏ ما أُهاتِيكَ، أي لا أُعْطِيك‏.‏‏

فإذا هُمِز تغير المعنى‏.‏ تقول تَهَتَّأَ الثوب‏:‏ خَلُق، وهي هذه وحدها‏.‏ قال أبو بكر‏:‏ وهتأ الشّيءَ يهتأ، إذا كَسَرَهُ وطْئاً برجله‏.‏‏

‏(‏باب الهاء والثاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏هثم‏)‏

الهاء والثاء والميم ليس في هذا الباب عندنا إلاَّ الهَيْثَم، يقال‏:‏ هو فَرْخ العُقَاب‏.‏ ويقال الهَيْثم‏:‏ الكَثِيب الأحمر‏.‏ وحكي عن ابن الأعرابي‏:‏ هَثَم من مالِهِ، مثل قَسَم، وقد مَرّ‏.‏ وقال ابن دريد الهَثم‏:‏ دقُّ الشَّيء حتى يَنسَحِق، وهثمتُه أَهْثِمه‏.‏‏

‏(‏باب الهاء والجيم وما يثلثهما‏)‏

‏(‏هجد‏)‏

الهاء والجيم والدال أُصَيْلٌ يدلُّ على ركودٍ في مكان‏.‏ يقال‏:‏ هَجَد، إذا نامَ هُجُوداً‏.‏ والهاجد‏:‏ النَّائم؛ وإن صلَّى ليلاً فهو متهجِّد، كأنَّه بصلاته تركَ الهجودَ عنه‏.‏ وهذا قياسٌ مستعمَل، كما يقال رجلٌ آثم؛ فإذا كَرِهَ الإثمَ وانتَفَى منه قيل متأثِّم‏.‏ والعرب تقول‏:‏ أهْجَدَ البعيرُ‏:‏ ألقَى جِرانَهُ بالأرض‏.‏

‏(‏هجر‏)‏

الهاء والجيم* والراء أصلانِ يدلُّ أحدهما على قطيعةٍ وقَطْع، والآخر على شَدِّ شيءٍ ورَبْطِه‏.‏

فالأوَّل الهَجْر‏:‏ ضِدُّ الوصل‏.‏ وكذلك الهِجْران‏.‏ وهاجَرَ القومُ مِن دارٍ إلى دارٍ‏:‏ تَرَكُوا الأولى للثانية، كما فَعَل المهاجِرُون حين هاجروا من مكة إلى المدينة‏.‏ وتهجَّر الرَّجلُ وتمَهْجَر‏:‏ تشبَّه بالمهاجِرين‏.‏ وفي الحديث‏:‏ هاجِرُوا ولا تَهَجَّرُوا‏"‏، أي كونُوا منهم‏.‏ و‏[‏قيل‏]‏ لا يقال تَمَهْجَرُوا، والأوَّل أصوب عندنا‏.‏ والهَجْر والهَجِير والهاجِرَة‏:‏ نصفُ النّهارِ عند اشتداد الحرّ‏.‏ وهَجَّرُوا‏:‏ سارُوا في ذلك الوقت‏.‏ وسمِّيت هاجرةً لأنَّ الناس يَسْتَكِنُّون في بيوتهم، كأنَّهم قد تَهاجَروا‏.‏ والهَجِير‏:‏ يَبيس النَّبْتِ الذي كَسرته الماشية، وسمِّي لأنَّ الراعِيَ يهجره‏.‏ قال‏:‏

ولم يَبْقَ بالخَلصاءِ مِمَّا عَنَتْ *** من النَّبْتِ إلاّ يَُبْسُها وهَجِيرُها

ومن الباب الهُجْر‏:‏ الهَذَيان‏.‏ يقال هَجَرَ الرّجلُ‏.‏ والهُجْر‏:‏ الإفحاش في المَنْطِق، يقال‏:‏ أهْجَرَ الرّجُل في مَنْطِقه‏.‏ قال‏:‏

كما جدةِ الأعراقِ قال ابنُ ضَرَّةٍ *** عليها كلاماً جارَ فيه وأهْجَرا

ورماه بالهاجراتِ، وهي الفضائح، وسمِّي هذا كلُّه لأنّه من المهجور الذي لا خَيرَ فيه‏.‏ ويقولون‏:‏ هذا شيء هَجْرٌ، أي لا نظير له، كأنَّه من جَودته ومباينته الأشياءَ قد هَجَرها‏.‏ ويقولون‏:‏ هذا أهْجَرُ من هذا، أي أكرم‏.‏ وقد يقال في كلِّ شيء‏.‏ قال‏:‏

* وماء يمانٍ دُونَه طَلَقٌ هَجْرُ *

يقولون‏:‏ هو طَلَقٌ لا طَلَق مِثلُه‏.‏

والهَجِير‏:‏ الحوضُ الكبير، سمِّي لأنَّه شيءٌ يُقتَطَع للماء‏.‏ قال‏:‏

* تَفرِي الفَرِيَّ بالهجيرِ الواسع *

وقال‏:‏

ظَلَّتْ تَلُوبُ رشَقاً هَجِيرُها *** لَوْبَ الرَّعايا لم يَجِئْ أجيرُها

‏(‏هجس‏)‏

الهاء والجيم والسين‏:‏ كلمةٌ واحدة‏.‏ يقال هَجَس الشَّيءُ في النَّفْس‏:‏ وَقَعَ‏.‏ وقال أبو بكر‏:‏ الهَجْس‏:‏ النَّبْأة تَسمعها ولا تَفْقَهُها‏.‏

‏(‏هجع‏)‏

الهاء والجيم والعين‏:‏ كلمةٌ تدلُّ على نوم‏.‏ وهَجَع هُجوعاً‏:‏ نام ليلاً‏.‏ ولقيتُه بعد هَجعةٍ‏.‏

ومما قِيس على هذا‏:‏ رجلٌ هجع، أي أحمقُ مُستَنِيمٌ إلى كُلٍّ‏.‏

‏(‏هجف‏)‏

الهاء والجيم والفاء‏.‏ يقولون‏:‏ الهِجْفة، هي النَّاحية‏.‏ وفي ذلك نظر‏.‏ فأمّا الهِجَفُّ فالظَّليم المُسِنّ، وأظنُّه من الباب الذي زيدت فيه الهاء وأُبدلت زاؤه جيماً، وهو من الزِّفِّ، وهو رِيشُه‏.‏

‏(‏هجل‏)‏

الهاء والجيم واللام أصلانِ يدلُّ أحدُهما على اختلاطٍ، والآخرُ على رَمْي شيء‏.‏

فالأوّل‏:‏ الهَوْجل‏:‏ المَشْيُ المُخْتَلِط‏.‏ ويقال أهْجلْتُ الإبلَ‏:‏ أهملتُها، وإذا أُهمِلَتْ اختلَطَتْ‏.‏ قالوا‏:‏ ومنه الهَجُول‏:‏ المرأةُ البَغِيّ لأنّها تُخالِطُ كُلاًّ‏.‏ والمُهاجَلَة، مثل المساجَلة‏.‏ والقياس فيه واحد‏.‏ والهَوْجَل من الأرض‏:‏ الفَلاةُ لا أعلامَ بها‏.‏ وسمِّيت لأنَّها لا يُهتدَى فيها، فيُخلَطُ الأمرُ على السَّفْر‏.‏ والهَوْجل من الرِّجال‏:‏ البطيء الذي يَختلِط عليه الأمور‏.‏ قال‏:‏

فأتَتْ به حُوشَ الفُؤادِ مبطَّناً *** سُهُداً إذا ما نامَ ليلُ الهَوْجلِ

واللَّيل الطَّويل هَوْجلٌ، سمِّي لاختلاطِ ظلامه‏.‏ قال الكميت‏:‏

* هَوْجاءُ لَيْلَتُها هَوْجَلُ *

ومن الباب الهَجْل‏:‏ غائطٌ بين الجبال مطمئِنّ‏.‏

والأصل الآخر هَجَلْتُ بالشَّيءِ‏:‏ رَمَيتُ‏.‏

‏(‏هجم‏)‏

الهاء والجيم والميم‏:‏ أصلٌ صحيحٌ واحد يدلُّ على وُرودِ شيءٍ بَغتةً، ثم يقاس على ذلك‏.‏ يقال‏:‏ هَجَمتُ على القوم بغتةً أهْجُم هُجُوماً‏.‏ وريحٌ هَجُومٌ‏:‏ شديدةٌ تقطِّعُ البيوت‏.‏ وهَجْمَةُ الشِّتاء‏:‏ شِدّةُ بَرده، وهو من ذلك القياس، لأنَّها تهجُم‏.‏ وهَجْمَة الصَّيف‏:‏ شِدّة حَرِّه‏.‏ والهَجْم‏:‏ القَدَح الكبير‏.‏ ‏[‏قال‏]‏‏:‏

فتَملأُ الهَجْمَ عفواً وهي وادعةٌ *** حتَّى تكادَ شِفاه الهَجمِ تَنثلِمُ

وسمِّي هَجْماً لأنّه يهجُم على عَطَش الشَّارِب فيَكسِرُه‏.‏ والهَجْمة من الإبل‏:‏ ما بين التِّسعين إلى المائة، لأنّها تهجُم الموردَ بقوّة‏.‏ وهَجَمت البيتَ‏:‏ هَدَمته، وذلك أنّ أعلاه يهجم على أسفله إذا سقَط‏.‏ وهَجَمت العينُ‏:‏ غارت، كأنَّها تَهجُم على ما وراءها، تَدْخُلُ فيه‏.‏

‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

ومما شذَّ عن هذا القياس *هِجاء الحروف، يقال تَهَجَّيتُ‏.‏

وإذا همز تغيّر المعنى‏.‏ يقولون‏:‏ هَجَأَ الطّعامَ‏:‏ أكلَه‏.‏

‏(‏باب الهاء والدال وما يثلثهما‏)‏

‏(‏هدر‏)‏

الهاء والدال والراء ‏[‏يدلُّ‏]‏ على سقوطِ شيء وإسقاطه، وعلى جنسٍ من الصَّوت‏.‏ وهَدَرَ السُّلطانُ دمَ فلانٍ هَدْراً‏:‏ أباحَه‏.‏ وبنو فلان هَدَرَةٌ، أي ساقطون‏.‏ ورجُلٌ هُدَرة‏.‏ وبعضٌ يقولون‏:‏ هَدَرةٌ‏:‏ ساقط‏.‏ قال‏:‏

* إنّي إذا حَارَ الجبانُ الهُدَرَهْ *

والمعنى الآخر هَدَرتِ الحمامةُ تَهْدِرُ، وهَدَرَ الفحلُ هديراً، وهدَرَ العَصيرُ في غَلَيانه‏.‏ وهَدَر العَرْفَج‏:‏ عظُم نَباتُهُ فإذا وقعت فيه الرِّيحُ كان له كالهدير‏.‏

‏(‏هدع‏)‏

الهاء والدال والعين‏:‏ كلمةٌ‏.‏ هي هِدَعْ، تُسكَّنُ بها صِغار الإبل عند نِفارها‏.‏ والهَوْدَع‏:‏ النَّعام‏.‏

‏(‏هدف‏)‏

الهاء والدال والفاء‏:‏ أُصَيْلٌ يدلُّ على انتصابٍ وارتفاع‏.‏ والهَدَف‏:‏ كلُّ شيء عظيمٍ مرتفع، ولذلك سمِّي الرَّجُل الشَّخيص الجافي هَدَفاً‏.‏ قال‏:‏

إذا الهَدَفُ المِعزالُ صَوَّبَ رأسَه *** وأعجبهُ ضَفْوٌ من الثَّلَّةِ الخُطْلِ

والهَدَف‏:‏ الغرض‏.‏ ورَكَب مستَهْدِف‏:‏ عَرِيض‏.‏ قال النَّابغة‏:‏

* وإذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ في مستهدِفٍ *

وامرأة مُهْدِفَة‏:‏ لَحِيمة‏.‏ وأهْدَفَ لك الشّيءُ‏:‏ انتصب‏.‏

ومن الباب الهِدْفة‏:‏ الجماعةُ من النَّاس‏.‏ فأمَّا قوله‏:‏

وحَتَّى سمِعْنا خَشْفَ بيضاءَ جَعْدةٍ *** على قَدَمَيْ مستهدِفٍ متقاصِرِ

فالمستهدِف‏:‏ الحالِب المُنتصِب‏.‏ يقول‏:‏ سَمِعنا صوتَ الرِّغوة تتساقط على قَدَمِ الحالب‏.‏

‏(‏هدق‏)‏

الهاء والدال والقاف‏.‏ فيه من طرائف ابن دريد‏:‏ الهَدْق‏:‏ الكَسْر‏.‏

‏(‏هدك‏)‏

الهاء والدال والكاف‏.‏ قال ابن دريد‏:‏ انهَدَكَ الرَّجُل علينا بكلامٍ كثيرٍ‏:‏ انبَعَثَ‏.‏

‏(‏هدل‏)‏

الهاء والدال واللام‏:‏ أصلانِ صحيحانِ‏:‏ أحدُهما يدلُّ على استرخاءٍ في شيء، والآخر على ضربٍ من الصوت‏.‏

فالأول‏:‏ الهَدَل‏:‏ اسْتِرخاء مِشْفَر البعيرِ وكلِّ شيءٍ‏.‏ يقال منه هَدِلَ‏.‏ وهَدَلتُ الشَّيءَ أهْدِلُه، إذا أرسلتَه إلى أسفل‏.‏ والهَدَال‏:‏ كلُّ غصنٍ نَبَتَ مستقيماً في أراكةٍ أو طلحةٍ‏.‏ والصحيح أنْ يقال ثَمَّ‏:‏ يَتَهدَّلُ‏.‏ قال‏:‏

يدعُو الهديلَ وساقَ حُرٍّ فوقَه *** أُصُلاً بأوديةٍ ذَواتِ هَدَالِ

ويقال‏:‏ الهَديل‏:‏ فَرخ الحمام‏.‏ فإنْ كان كذا فكأنَّه سمِّي بصوته‏.‏ قال‏:‏

فقلتُ أتَبكِي ذاتُ شجوٍ تذكَّرتْ *** هَديلاً وقد أَوْدَى وما كان تُبَّعُ

‏(‏هدم‏)‏

الهاء والدال والميم‏:‏ أصلٌ يدلُّ على حَطِّ بناء، ثم يقاس عليه، وهَدَمت الحائطَ أهدِمُه‏.‏ والهَدَم‏:‏ ما تهدَّم، بفتح الدال‏.‏

ومن الباب الهِدْم‏:‏ الثَّوب البالي، والجمع أهْدام‏.‏ ودماؤُهم هَدَم أي هَدَرٌ، كأنَّها قد هُدِمَتْ فلم يُطلَب بها‏.‏ وقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الدَّمُ الدَّمُ، والهَدَمُ الهَدَمُ‏"‏، قيل إنَّ معناه‏:‏ مَحيانا مَحياكُم ومَماتُنا مَماتُكم‏.‏ ويقال‏:‏ ناقةٌ هَدِمةٌ‏:‏ شديدة الضَّبَعة كأنَّها تنهدِم للفَحْل‏.‏ والهَدْمَة‏:‏ الدُّفعة من المَطَر، كأنَّها تتهدَّمُ في اندفاعها‏.‏

ومما شذَّ عن هذا القياس المهدوم من اللَّبَن، وهو الرَّثيئة‏.‏

‏(‏هدن‏)‏

الهاء والدال والنون‏:‏ أُصَيلٌ يدلُّ على سكونٍ واستقامة‏.‏ سمعت أبا الحسن عليَّ بنَ إبراهيمَ القطّانَ يقول‏:‏ سمعت ثعلباً يقول‏:‏ تهادَنَ الأمر‏:‏ استقام‏.‏ وقال غيره‏:‏ ومنه قياس الهُدْنة‏.‏

ومن الباب الرجل الهَدَان‏:‏ الخاملُ لا حَرَاك به‏.‏ قال‏:‏

ولا يَرعَوْنَ أكنافَ الهُوَينَى *** إذا حَلُّوا ولا أرضَ الهُدُونِ

وهَدَّنَت المرأةُ صبِيَّها بكلامها، إذا أرادت أن يَرقد‏.‏ والتَّهدين‏:‏ البُطء، وهو قياس الباب‏.‏

‏(‏هدي‏)‏

الهاء والدال والحرف المعتلّ‏:‏ أصلانِ ‏[‏أحدهما‏]‏ التقدُّمُ للإرشاد، والآخر بَعثة لَطَفٍ‏.‏

فالأوَّل قولُهم‏:‏ هدَيتُه الطَّريق هِدايةً، أي تقدّمتُه لأرشدَه‏.‏ وكلُّ متقدِّمٍ لذلك هادٍ‏.‏ قال‏:‏

إذا كان هادي الفتَى في البلا *** دِ صدر القَناةِ أطاعَ *الأميرا

وينشعب هذا فيقال‏:‏ الهُدَى‏:‏ خِلافُ الضَّلالة‏.‏ تقول‏:‏ هَدَيته هُدىً‏.‏ ويقال أقبلَتْ هَوادِي الخيل، أي أعناقها، ويقال هاديها‏:‏ أوّلُ رَعِيل منها، لأنّه المتقدِّم‏.‏ والهادِيَةُ‏:‏ العصا، لأنَّها تتقدَّم مُمسِكَها كأنَّها تُرشِده‏.‏

ومن الباب قولهم‏:‏ نَظَر فلانٌ هَدْيَ أمرِهِ أي جِهتَه، وما أحسَنَ هِدْيَتَهُ، أي هَدْيَه‏.‏ ويقولون‏:‏ جاء فلان يُهادِي بين اثنَين، إذا كان يمشي بينهما معتمداً عليهما‏.‏ ورَمَيْتُ بسهمٍ ثمَّ رميتُ بآخَرَ هُدَيَّاه، أي قَصْدَه‏.‏

والباب في هذا القياس كلِّه واحد‏.‏

والأصل الآخر الهَدِيّة‏:‏ ما أهدَيْتَ من لَطَف إلى ذي مَودَّة‏.‏ يقال‏:‏ أهدَيْتُ أُهدِي إهداءً‏.‏ والمِهْدَى‏:‏ الطَّبقُ تُهدَى عليه‏.‏

ومن الباب الهَدِيُّ‏:‏ العَروسُ، وقد هُدِيَتْ إلى بَعلها هِدَاءً‏.‏ قال‏:‏

فإنْ تكُنِ النِّساء مُخَبَّآتٍ *** حُقَّ لكلِّ محصَنَةٍ هِداءُ

والهَدْي والهدِيّ‏:‏ ما أُهدِيَ من النَّعَم إلى الحَرَم قُربةً إلى الله تعالى‏.‏ يقال هَدِيٌّ وهَدْيٌ‏.‏ قال‏:‏

وطُرَيفة بن العَبدِ كانَ هدِيَّهُمْ *** ضَرَبوا صميمَ قذالِهِ بمهنَّدِ

وقيل الهَدِيّ‏:‏ الأسير‏.‏

أمَّا المهموز فمن غير هذا القياس، وأكثره يدلُّ على السكون‏.‏ وهَدَأ هُدُوّاً، أي سكن‏.‏ وهدَأت الرِّجْلُ، إذا نام النَّاسُ‏.‏ وأهْدأت المرأةُ صبيَّها بيدها لينامَ، أي سكَّنَتْه‏.‏ ومضى هَُدْءٌ من اللَّيل‏:‏ بعد نَومةِ أوَّلَ ما يَسكنُ الناس‏.‏ والهَدَأة‏:‏ ضربٌ من العَدْوِ السَّهل‏.‏

ومما شذَّ عن هذا الباب‏:‏ الهَدَأُ، وهو إقبال المَنْكِب نحوَ الصَّدر، كالجَنَأ‏.‏

‏(‏هدب‏)‏

الهاء والدال والباء‏:‏ أصلٌ صحيح يدلُّ على طُرَّةِ شيءٍ أو أغصانٍ تُشبِه الطُرّة‏.‏ منه الهُدْب‏:‏ طُرَّة الثَّوب‏.‏ والهَدَب‏:‏ أغصان الأرْطَى، وهي الهُدَّاب‏.‏ قال‏:‏

فظَلَّ العَذارَى يَرتمينَ بلحمِها *** وشَحمٍ كهُدَّابِ الدِّمَقسِ المفتَّلِ

ويقال‏:‏ الهَدَب من ورق الشَّجَر‏:‏ ما لم يكن له عَيْر‏.‏ وهَيْدَبُ السَّحابِ‏:‏ ما تهدَّبَ منه إذا أراد الوَدْقَ، كأنّه خيوطٌ‏.‏ ورجلٌ أهْدب‏:‏ كثيرُ أشفار العَين‏.‏ وهَدَبَ الثَّمرةَ، إذا اجتَناها، يَهْدِبُها هَدْباً، كأنَّه أخَذَ هُدْبَ الشَّجرة‏.‏

وتستعار هذه الكلمة فيقال‏:‏ هَدَب النَّاقة، إذا حلبَها‏.‏

‏(‏هدج‏)‏

الهاء والدال والجيم‏:‏ أصلٌ صحيح يدلُّ على ضربٍ من المَشْيِ والحركة‏.‏ منه الهَدَجان‏:‏ مِشْيةُ الشَّيخ، يقال هَدَجَ‏.‏ وأهْدَجَ الظَّليمُ‏:‏ مَشَى في ارتعاش، وهو هَدَّاجٌ وهَدَجْدَجٌ‏.‏ وتهدَّجت النّاقةُ‏:‏ مشَتْ نحوَ ولدِها عاطفة عليه‏.‏ وهَدَجَتْ الرِّيح‏:‏ هبَّت بحَنين‏.‏

والهَوْدَج عندنا من هذا القياس، لأنَّه يضطرب على ظَهر البَعير، ثم يشبَّه به فيقال‏:‏ هَوْدَجَتْ النّاقةُ، إذا ارتفَعَ سَنامُها كأنَّه الهَوْدَج‏.‏

ومما شذَّ عن هذا الأصل التهدُّج‏:‏ تقطُّع الصَّوت‏.‏